الأنبا كاراس السائح
بسم الاّب والأبن والروح القدس
إله واحد أمين
سلسلة أعرف قديسين وشهداء كنيستنا
القبطية
القديس العظيم الأنبا
كاراس السائح
Ø
مقدمة:
قصها على أولادك وتكلم بها حينما
تجلس فى بيتك أو مع اصدقاءك .. لعلها تملأ حياتنا بالبركة وتضفى ظلالة روحية مقدسة
على حياتنا وافكارنا فتقدسها وتنقلنا من السيرات الجسدية إلى السيرات الروحية
وتسمو بعقولنا وارواحنا إلى السماويات.
الرب يجعلها سبب بركة لينا ولبيوتنا..
Ø
كاتب سيرة القديس
الأنبا كاراس:
هو الأنبا بموا كاهن وخادم مذبح كنيسة الأنبا مقاريوس بجبل شيهات.
وهو الذى كفن جسد القديسة الطوباوية ايلارية ابنة الملك زينون. وهو غير القديس
بموا معلم القديس الأنبا بيشوى والأنبا يوحنا القصير.
Ø
نشأة القديس الأنبا
كاراس:
عاش القديس الأنبا كاراس فى أواخر القرن السادس وكان شقيقاً للملك
ثيئودوسيوس الكبير.
Ø
مكان السيرة:
فى الجبل الغربى من برية الأسقيط عاش قديسنا حياة ملائكية إلى ان
تنيح فى اليوم الثامن من شهر أبيب المبارك. لما كان القديس الأنبا بموا القس مشتاق لرؤية أحد
الأباء السواح طلب من الرب بألحاح فأرشده الرب للدخول إلى البرية الداخلية وهناك
تمتع بسيَّر الآباء السواح وملاقاتهم وتسجيل سيرهم.
Ø
يقول القديس الأنبا بموا:
أعلموا أيها الأخوة ماحدث لى. أنه فى يوم من الأيام. أعرفكم به أنا
أخوكم بموا. وذلك أننى دخلت إلى كنيستى فى شيهات وكنت جالساً وحدى. فسمعت صوتاً
قائلاً لى:
( يا بموا أسرع وأدخل إلى
البرية لكى تتبارك من القديس الأنبا كاراس لأنه مكرم عندى بدرجة عظيمة. قوم واسرع
إليه وسلامى يكون معك ).
فنهضتُ فرحاً مسروراً لهذه الدعوة المقدسة ودخلت إلى داخل البرية
ومضيت أمشى فقضيت اليوم الأول والثانى والثالث وأنا لم أشعر بتعب، بل وكانت نفسيتى
فرحانة مبتهجة وكنت أرتل مزاميرى إلى أن وصلت إلى مغارة بابها مسدود بحجر. فوقفت
أمامها وناديت ( أغابى ... بارك على يا أبى القديس ).
فللوقت سمعت صوتاً يجاوبنى ويقول: حسن هو قدومك اليوم يا رجل الله
بموا. الذى كفن جسد الطوباوية ايلارية ابنة الملك زينون..أدخل سلام الرب يكون
معك.. فدخلتُ إليه لأتبارك منه.. وما أن دخلت إلا وقام وقبلنى بالمحبة الروحانية.
وجلسنا نتحدث بعظائم الله وكانت تمتلكنى دهشة أنه عرف أسمى رغم أننا لم نلتقى من
قبل كما أنه عرف أننى أنا الذى قمت بتكفين القديسة ايلارية. كما أننى كنت متعجباً
لنسكه الزائد ولكن قلت له: ( يا أبى هل فى هذا الجبل قديس اّخر يشبهك؟ ) فرفع
عينيه إلى السماء وقال نعم.. نعم ( يوجد فى البرية قديس عظيم لا يستحقل العالم كله
وطأة قدميه ).
فقلت له وما هو أسمه؟ فقال: أسمه الأنبا كاراس فقلت له: وما هو أسمك
وكم لك من السنين فى هذه المغارة؟
فقال أسمى سمعان القلاع ولى اليوم فى هذه البرية ستون سنة فقط واتقوت
كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على الحجر الذى خارج هذه المغارة فتشبعنى من
السبت الى السبت. فتباركت منه بفرح ومضيت أسبح الله الذى أفتقدنى بقديسيه (لا يدع
الصديق يتزعزع الى الأبد) (مز22:55).
ويقول الأنبا بموا: أننى مضيت بعد أن تباركت من القديس سمعان القلاع
إلى داخل البرية مسيرة ثلاث أيام اَخرى الى أن وصلت الى مغارة اَخرى على بابها
حجر، فقرعت الباب وقلت: بارك على يا أبى القديس، فأجابنى بصوت مملوء بهجة وفرح
قائلاً: حسن هو قدومك إلى اليوم يا قديس الله الأنبا بموا الذى كفن جسد الطوباوية
القديسة ايلارية ابنة الملك زينون، أدخل الى، وسلام الله معك فى قدومك اليوم.
فعبرت إليه وقبلت يديه الطاهرتين وتباركت منه. وجلسنا
نتحدث بعظائم الله بعضنا مع بعض.
ثم أننى قلت له: يا أبى القديس، أيوجد فى هذه البرية قديس اَخر
يشبهك؟ .. فتنهد القديس ورفع عينيه الى السماء وقال: "الويل لى يا أبى .. فمن
أكون أنا ..لأنه يوجد داخل البرية قديس عظيم .. "العالم بأسره لا يستحق منه وطأة قدميه. لأنه بصلواته يبطل إله السماء
الغضب الاَتى على العالم".
فقلت له ومن أنت إذاً يا أبى؟ وما هو أسمك؟ وكيف تعيش؟ وكم لك فى هذا
الموضع المبارك؟
فقال لى: أسمى (أبامود) لى فى هذه المغارة تسعة وتسعون سنة وأنا
أسكنها مترجى مراحم الرب وحياتى وقوت جسدى من نخلة تعطينى طعامى طوال السنة.
تباركت منه ومن هيبة منظره الطاهر المخوف وقلت له صلى عنى يا أبى
القديس.
فقال له القديس الأنبا أبامود: اله المجد يسهل خطواتك ويرسل ملاكه
ليحفظك فى جميع طرقك.
وخرجت من المغارة وامتلأ قلبى رعدة مما رأيته وفرحت بنعمة الله
الغنية العاملة فى قديسيه وسبحت الله كثيراً فى جميع قديسيه.. ( لذلك
فرح قلبى وابتهجت روحى، وجسدى ايضا يسكن مطمئناً ) (من9:16)
Ø
لقاء القديس الأنبا
كاراس:
ويكمل الأنبا بموا قائلا: ومضيت إلى داخل البرية وسمعت صوتاً
عظيماً.مهيباً ومرهوباً، فأغلقت عيناى خشية وتعبداً ورهبة ولكن حين فتحت عينى وجدت
نفسى على باب مغارة، فقرعت بابها. وتحدثت بتحية الرهبان وناديت أغابى .. بارك على
يا أبى القديس. وللوقت سمعت صوتاً يتكلم معى قائلاً: "حسن هو قدومك يا رجل الله الأنبا بموا، يا من كفن جسد الطوباوية
القديسة ايلارية ابنة الملك زينون البار، أدخل وسلام الرب معك".
دخلت وسلمت عليه لكى أنال البركة.. ونظرت وإذ هو إنسان أسهل العينين
صافى النظرات. منكسر الحديث، مربع القامة. وشعر رأسه ولحيته أبيض كمثل الثلج.
ونعمة الله حالة على وجهه. وأمرنى بالجلوس فجلست. فقبلنى بالمحبة وقال لى يا أخى
اليوم أتيت إلى وأحضرت معك الموت. ولى زمان كبير وأنا أنتظر ذلك اليوم.
فقلت له: يا أبى القديس من أنت؟ وما هو أسمك؟ وكم لك فى هذه البرية؟
فقال لى: "أسمى كاراس .. لى فى هذه البرية سبعة وخمسون سنة لم أرى خلالها وجه
انسان قط. وقطعت هذه المدة وأنا منتظر هذا اليوم (يوم الأنتقال لملاقاة الرب)" وجلسنا نتحدث بعظائم الله وسر الرب للذين يخافونه وبينما نتحدث
أنتابه حمى شديدة ومرض موته الذى انهك جسده النحيل، فتنهد القديس وبكى بكاءاً مرا
وقال: "لقد عشت طوال حياتى أنتظر هذا اليوم وها هو اليوم أدركنى فإلى أين
اهرب من وجهك ومن روحك أين أختفى".
Ø
وأخيراً استراح:
ويكمل الأنبا بموا قس برية شيهيت ويقول:
ورأيت السيد المسيح له المجد حضر الى المغارة ومعه عدد من الملائكة
خدام رب الصاباؤوت وأحضر الرب أيضاً داوود النبى بقيثارته كما طلب القديس وفيما
داوود النبى يضرب أوتاره مع جمال صوته. خرجت نفس القديس إلى حضن المخلص الصالح.
الذى تقبلها بفرح عظيم وسلمها لميخائيل العظيم رئيس جند السماء الذى فرح كثيراً
جداً.
ثم عدت إليكم لأحكى لكم ما شاهدته.
تعيد الكنيسة لنياحة القديس الأنبا كاراس فى 8 ابيب من كل عام.
بركة صلوات هذا القديس العظيم الأنبا كاراس تكون معنا أمين.
إلى اللقاء مع سيرة
عطرة آخرى من سير قديسينا وشهداءنا،،،
تعليقات
إرسال تعليق